كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ

Oleh: Fariha Ilyas

الْحَمْدُلِلّهِ الَّذِى جَعَلَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ لِيَبْلُوَكُمْ اَيُّكُمْ اَحْسَنُ عَمَلاً.اَشْهَدُ اَنْ لاَ اِلهَ اِلاَّاللهِ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ اَرْسَلَهُ بِالْهُدَى.اللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِ نَا رَسُوْلِ اللهِ وَعَلَى الِهِ وَصَحْبِهِ الّذِيْنَ اتّبَعُوْا طَرِيْقَهُ وَسَلَكُوْا سَبٍيْلَهُ.قَالَ اللهُ تَعَالَى فِى الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ : {تِلْكَ

الدّارُالآخرَةُ نَجْعَـلُهَا لِلَّذِيْنَ لاَيُرِيْدُوْنَ عُلُوًّافِى اْلأَرْضِ وَلاَ فَسَدًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِيْنَ.}

اَمَّابَعْدُ:فَيَا اَيُّهَا الْمُسْلِمُوْنَ! اتَّقُوْا اللهَ تَعَاَلىَ وَاَطِيْعُوْهُ وَلاَ تَعْصًوْهُ لَعَلَّكُم تُفْلِحُوْنَ.

كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَكُلُّ خَلْقِ اللهِ سَيَفْسُدُ وَيَهْلِكُ.الْمَوْتُ هُوَآخِرُ الْخَيَاةِالدُّنْيَاوِيَةِ وَاَوَّلُ الْحَيَاةِالاَبَدِيَّةِ. سَيَأْتِى الْمَوْتُ فِى وَقْتٍ لاَ يُخْمَنُ وَلاَ تَفْزَعُوْا بِفَجْأَةِ إِظْهَارِالْخَوْفِ حِيْنَ مَجِيْئِ الْمَوْتِ.لاَ حَوْلَ لِدَفْعِهِ وَلاَ قُوَّةَ لِمَنْعِهِ. ذكِّرُوْاآخِرَحَيَاتِكُمْ وَاعْلَمُوْا أَنَّ كُلَّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ.

اَيُّهَا الْلإِخْوَانُ! إِنَّ خُرُوْجَ الرُّوْحِ مِنَ الْجَسَدِ سَيُؤْلِمُنَا أَلَمًا شَدِ ْيدًا.وَلَقَدْ شَاهَدْنَا مَنْ وَقَعَ فِى سَكْرَةِ الْمَوْتِ وَهُوَ يَصِيْحُ صِيَاحًا حَزِيْنًا لِشِدَّةِ أَلَمِ الْمَوْتِ الّذِى لاَيُعْتَبَرُبِهِ وَكَانَتْ سَكْرَةُ الُمَوْتِ وَاعِظَةً لأُوْلِى اْلأَلْبَابِ.

عَنِ النَّبى صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلّمَ قَالَ:

"لَوْكَانَ أَلَمُ شَعْرَةٍ مِنْ اَلَمِ الْمَيِّتِ وُضِعَ عَلىَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَمَاتَاَهْلُهُمَا بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى، لأَنَّ فِى كُلِّ شَعْرةٍ مَوْتًا وَلاَيَقَعُ اْلمَوْتُ فِى شَئٍ الاّ مَاتَ مَعَ كلّ اعْضَائِهِ."

حين سكرة الموت سيشهد الناس حزنا مبينا.لا تنفع فيها التوبة ولا الوصيلة ولا الندا مة،لأنّ الموت أت لاريب فيه لن نفرّ منه ولا يمكن ردّه. قال الله تعالى فى القرأن الكريم:بسم الله الرحمن الرحيم " وجاءت سكرة الموت باالحقّ ذلك ما كنت منه تحيد.و نفخ في الصّورذلك يوم الوعيد." { ق : 19-20 }

وما بعدالموت إلا الجنّة والنار وسنردّون إلى عالم الغيب والشهادة

وهو الله ربّ العالمين.

لقد شاهدنا أنّ بعض الناس اليوم ينكرون الحياة الخالدة،وهم لا يستفيدون حياتهم الدنياوية لمقابلة الحياة لأبديّة،هم قدسقطوا فى غرور الدنيا. و هذا الذى ينسيهم عن حياة الأخرة.

واعلموا أنّ هذه الحياة لله تعالى. فمن استفاد حياته وأ ضاع عمره عصيانا لله فكان من المنكرين.

لقد رأينا الأن أنّ أكثرالنّاس يحبّون الدنيا حبّا شديدا،وهم لا يعلمون أنّ الدنيا بكلّ متاعها المخذع قد أعمت قلوبهم من مشاهدة الحقائق التى قدبيّنها الله فى كتابه الكريم.وهم لايعلمون أنّهم فى نيل امالهم وإيجاد مناهم

قدإتبعوا خطوات الشياطين.وقد جعلهم الشيطان مولّين عن هاذم اللذات والفرح وهوالموت.

إنّ من غفل فى لذّة الدنيا وسقط فى خذعتها فهوسينسى بإتيان ملائكة الموت إليه. واذا أنذر إليه االموت سوف سيفرّ ولا يسمع ذلك الإنذار.قال الله تعالى فى كتابه الكريم:بسم الله الرحمن الرحيم" قل إنّ الموت الذى تفرّون منه فإنّه ملا قيكم ثمّ تردّون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بماكنتم تعملون. "{الجمعة : 8 }

ينقسم الناس فى مواجهة الموت إلى أربعة أقسام :

الأول : هم الذين يحبون حياة الدنيا ولا يذكرون الموت وهمل لايريدونالإنفراق بجميع نعم الدنيا .

الثانى : المؤمنون الذين لم يستعدوا بمقارلة الموت لأنهم لم يزوّدوا نفوسهم مقابلة للموت.

الثالث : هم الذين يحبون الموت و يرجونه حبا للقإ ربّهم.

الرابع : هم الذين لايبتغى شيئا الا رضى الله.

وبعد الموت نحن سندخل عالم القبر المظلم إنتظارا لقيام الساعة،ولا نرى فى اللحد أحدا ولا أبا ولاأما ولا ولدا ولا إخوانا ولا أصحابا ولا فراشا ولا حجابا.فإن لم نرربا كريما فقد خسرنا خسرانا عظيما.

عن عثمان رضى الله تعالى عنه أنه كان إذا مر على قبر وقف يبكى حتى تبتل لحيته فقيل له يا أمير المؤ منين تذكر الجنة والنار وأهوال القيامة فلا تبكى وتذكر القبر فنبكى فقال : قال النبى صلّ الله عليه وسلّم " القبر أول منزل من منازل الأخرة وأخر منزل من منازل الدنيا فمن نجا منه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعده أشد" وقال إن كنت فى النار كنت مع الناس وإن كنت فى القيامة كنت مع الناس و إن كنت فى القبر لم يكن معى أحد فلذلك أبكى.

وقال الفقيه أبوالليث السمرقندى:من أراد أن ينجو من عذاب القبر فعليه أن يلازم أربعة أشياء ويجتنب أربعة أشياء.فأما التى يلزم أن يلازمها فاالمحافظة على الصلاة والصدقة و قراءة القرآن و كثرة التسبيح فإنها تضئ القبر و توسعه.وأما التى يلزم الإجتناب عنها فالكذب والخيانة والنميمة والبول قائما.

طوبى لمن كان قبره روضة من رياض الجنان وويل لمن كان قبره حفرة من حفر النيران.

ياسكّان الدار الفناء إعلموا أ نّكم موجهوالموت وأنّكم مبعثون فى يوم تشخص فيه الأبصار وسينبّئكم الله بما كنتم تعملون.ولا تشرف فى حياتكم الدنياوية.إنّالله لا يحب المشرفين.

جماعة الجمعة رحمكم الله!

ولهذا حىّ على ترقية التقوى وتكثير الأعمال الصا لحة إستعدادا للموت و تجهيزا لحياة الأخرة.و تزوّدوا فإنّ خيرالزّادالتقوى .

وعلينا تقديم حياة الأخرة بنسبة حياة الدنيا لأنّ حياة الأخرة أبقى وأفضل من حياةالدنيا. " وللأخرة خير لك من الأولى "

وندعو الله عسى أن يجعل أخر حياتنا حسن الخاتمة أمين... أمين... يا ربّ العا لمين.